تعودنا في نهاية كل عام ترشيح الأفلام الأكثر جماهيرية أو المطربين الأكثر سماعاً أو الأخبار السياسية الأكثر قراءة ، في هذا المقال نستعرض الأخبار الطبية التي كانت ثورة في عالم الطب:1. أصبح أول علاج جيني قائم على تقنية كريسبر متاحًا في العالمتمت الموافقة على أول علاج جيني قائم على تقنية كريسبر في العالم من قبل هيئات تنظيم الأدوية في المملكة المتحدة في 16 نوفمبر،والولايات المتحدة في 8 ديسمبر،وهو يعالج مرض الخلايا المنجلية والثلاسيميا بيتا، وهي اضطرابات وراثية تؤثر على خلايا الدم الحمراء. الهيموجلوبين، الموجود في خلايا الدم الحمراء، يحمل الأكسجين في جميع أنحاء الجسم. تؤدي الأخطاء في جينات الهيموجلوبين إلى تكوين خلايا دم حمراء هشة تسبب نقص الأكسجين في الجسم، وهي حالة تعرف باسم فقر الدم أو الانيميا ،ويعاني المرضى المصابون بمرض الخلايا المنجلية أيضًا من الالتهابات والألم الشديد عندما تشكل الخلايا المنجلية جلطات وتعيق تدفق الدم، بينما يجب على المرضى المصابين بالثلاسيميا بيتا أن يحصلوا على نقل دم كل ثلاثة إلى أربعة أسابيع.يعمل العلاج الجيني المعتمد حديثًا، والمسمى CASGEVY، على تصحيح جينات الهيموجلوبين المعيبة في الخلايا الجذعية لنخاع العظم لدى المريض حتى تتمكن من إنتاج الهيموجلوبين الفعال،يتم جمع الخلايا الجذعية للمريض من نخاع العظم، ومعالجتها في المختبر، ومن ثم غرسها مرة أخرى في المريض. يمكن لعلاج واحد أن يعالج بعض المرضى مدى الحياة.حصل اثنان من المخترعين اللذين قاما بضبط كريسبر (اختصار لعبارة "التكرارات المتناوبة القصيرة المتجمعة والمتباعدة بانتظام") للعمل كأداة دقيقة لتحرير الجينات، وهما إيمانويل شاربنتييه وجنيفر دودنا، على جائزة نوبل في الكيمياء قبل ثلاث سنوات فقط في عام 2020.وهذا مجرد العلاج الأول من بين عشرات العلاجات المحتملة قيد التطوير لعلاج أمراض وراثية أخرى أو السرطان أو حتى العقم.2. الموافقة على أول دواء يبطئ مرض الزهايمروافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على أول دواء لمرض الزهايمر يستهدف أحد الأسباب الكامنة وراء المرض،ملاحظة أو جملة اعتراضية مهمة ، هذا الدواء، Leqembi، ليس علاجًا أو يحسن الأعراض في المرحلة المتأخرة من المرض، إلا أنه بعد 18 شهرًا من العلاج، فإنه يبطئ تراجع الذاكرة والتفكير بنسبة 30 بالمائة تقريبًا إذا تم إعطاء الدواء في المرحلة المبكرة من المرض.Leqembi هو جسم مضاد monoclonal يعمل عن طريق استهداف لويحات الأميلويد في الدماغ والتي تعد سمة مميزة لمرض الزهايمر، عندما تتجمع مستويات غير طبيعية من البروتين الموجود بشكل طبيعي، والذي يسمى بيتا أميلويد، معًا لتشكل لويحات لزجة في الدماغ، فإنها تؤدي إلى التهاب وتلف الاتصالات العصبية، يؤدي تراكم لويحات الأميلويد إلى فقدان الذاكرة والتفكير مما يسبب مرض الزهايمر.تشير التجارب السريرية إلى أن دواء "اللكمبي "يزيل لويحات الأميلويد من الدماغ، مما يبطئ تطور المرض.3. يقوم الباحثون بإنتاج صغار فئران سليمة من أبوين؛ (بدون احتياج لأنثى):نعم،لا تندهش ، نظرك سليم، لقد قرأت ذلك بشكل صحيح، قدم باحثون من اليابان أدلة في مؤتمر علمي على أنه من الممكن إنتاج فئران سليمة وخصبة دون بويضة من فأرة أنثى.أولاً، تم تصنيع البويضات من الخلايا الجذعية المشتقة من خلايا جلد فأر ذكر، وتم تخصيب هذه البويضات بحيوانات منوية لذكر آخر ثم نقل البويضة المخصبة إلى فأرة أنثى حيث نمت ونضجت.وعلى الرغم من أن سبعة فقط من بين أكثر من 600 جنين مزروع تطورت إلى فئران صغيرة، إلا أنها نمت بشكل طبيعي وكانت تتمتع بالخصوبة عند البلوغ.ولم يُعرف بعد ما إذا كانت صغار الفئران ستتطور تمامًا مثل تلك التي ولدت من خلال التربية التقليدية، سيتم نشر هذه التجارب في المجلات العلمية المحكمة ٢٠٢٤ ، وما زالت هناك خطوات أولية مماثلة حتى الآن عند البشر لكنها لم تظهر الى النور بعد.4. رسم العلماء خريطة جميع الروابط العصبية في دماغ حشرةأنتج العلماء أول مخطط كامل لأسلاك (نيورونات )دماغ حشرة، قد لا يبدو هذا مثيرًا للإعجاب، لكن الدماغ، حتى دماغ ذبابة الفاكهة، يحتوي على شبكات واسعة من الخلايا العصبية المترابطة التي تسمى الشبكة العصبية.حتى الآن، لم يتم رسم خريطة كاملة إلا لأدمغة الدودة المستديرة، والدودة البحرية؛ ويحتوي كل منها على بضع مئات من الاتصالات فقط.لكن الخريطة الكاملة للشبكة العصبية ليرقة ذبابة الفاكهة تكشف أنها تحتوي على أكثر من 3000 خلية عصبية وأكثر من نصف مليون اتصال بينها، استغرق تطوير هذه الخريطة فريقًا دوليًا من العلماء أكثر من خمس سنوات، على الرغم من أن دماغ ذبابة الفاكهة أبسط بكثير من دماغ الإنسان، إلا أن التقنيات التي تم تطويرها ستساعد في رسم أدمغة أكثر تعقيدًا في المستقبل.إن فهم أوجه التشابه والتعقيدات بين الشبكة العصبية لدماغ الذبابة يمكن أن يساعد في فك رموز كيفية عمل الدماغ البشري وكيفية تطور الأمراض العصبية، ويمكن أن يؤدي أيضًا إلى تطوير أساليب جديدة للتعلم الآلي وأنظمة ذكاء اصطناعي أكثر كفاءة.5- أظهرت البكتيريا أنها تساعد الخلايا السرطانية على الانتشار بقوة أكبرلقد وجد العلماء أن بعض البكتيريا التي توجد بشكل متكرر في العديد من أورام الجهاز الهضمي تساعد الخلايا السرطانية بشكل مباشر على تجنب الاستجابة المناعية للجسم.لا تتعاون هذه البكتيريا مع الخلايا السرطانية لتعزيز تطور السرطان فحسب، بل تساعدها أيضًا على الانتشار بسرعة أكبر عن طريق تحطيم الأدوية المضادة للسرطان والتسبب في فشل العلاج.يشير هذا البحث إلى أن بعض الأدوية المضادة للسرطان فعالة لأنها تقتل أيضًا البكتيريا التي تعيش في الورم، إن فهم كيفية تأثير البيئة الدقيقة للورم على بقائه وتطوره يمكن أن يفتح أبوابًا جديدة لعلاج السرطان.6- يحدد الذكاء الاصطناعي الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بسرطان البنكرياسيمكن لأداة جديدة للذكاء الاصطناعي (AI) التنبؤ بسرطان البنكرياس لمدة تصل إلى ثلاث سنوات قبل التشخيص الفعلي، من خلال تحديد أنماط محددة من الحالات التي حدثت في السجلات الصحية للمرضى.سرطان البنكرياس نادر ولكنه ثالث أكبر سبب للوفيات المرتبطة بالسرطان، إنه قاتل خطير لأنه يتم اكتشافه عمومًا في المراحل المتأخرة عندما يكون المرض قد انتشر بالفعل إلى مناطق أخرى من الجسم.من السهل تشخيص أعراض سرطان البنكرياس في مرحلة مبكرة بشكل خاطئ، ولكن يمكن أن يعيش العديد من المرضى لفترة أطول إذا تم اكتشاف السرطان مبكرًا. وقد دفع ذلك العلماء إلى تدريب خوارزمية الذكاء الاصطناعي على السجلات الطبية لـ 6.2 مليون شخص من الدنمارك على مدار 41 عامًا لاكتشاف الأنماط المخفية في سجلات 24000 مريض أصيبوا لاحقًا بسرطان البنكرياس.في السجلات الطبية، يتم تسجيل كل مرض برمز. قام نموذج الذكاء الاصطناعي بتحليل مجموعات رموز الأمراض هذه وتوقيت حدوثها. ومن خلال مقارنة تسلسلات محددة من الحالات التي سبقت تشخيص سرطان البنكرياس، تعلم نموذج الذكاء الاصطناعي تحديد الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالمرض.ثم اختبر العلماء أداة الذكاء الاصطناعي من خلال تحليل سجلات ما يقرب من 3 ملايين من قدامى المحاربين الأمريكيين على مدار 21 عامًا، حددت خوارزمية الكمبيوتر بشكل صحيح ما يقرب من 4000 شخص، قبل ما يصل إلى ثلاث سنوات من تشخيص إصابتهم بسرطان البنكرياس. وتظهر الدراسة أن نماذج الذكاء الاصطناعي يمكن أن تكون دقيقة مثل الاختبارات الجينية في التنبؤ بخطر الإصابة بسرطان البنكرياس. نظرًا لأن سرطان البنكرياس نادر جدًا، يوصى حاليًا بالفحص الجيني فقط للأفراد المعرضين للخطر الشديد، أو أولئك الذين لديهم تاريخ عائلي للمرض.